ملكوت الله في العهد القديم
السؤال:
أين نجد مفهوم ملكوت الله في العهد القديم؟
الإجابة:
هذا مثال جيد عن كون مجرد دراسة المصطلح ليست كافية، لأن تعبير ملكوت الله لا يظهر فعليًا في العهد القديم، ولكن مفهوم ملك الله موجود في كل مكان في العهد القديم. تعبير "الرب يملك"، بالطبع، يتكرر عبر المزامير. ولكن هذا المفهوم يبدأ فعليًا في بداية الكتاب المقدس، عندما خلق الله آدم وحواء كحاملي صورته. وفكرة حمل صورة الملك هذه هي مفهوم مهم جدًا في الشرق الأدنى القديم، حيث كان الملوك يرغبون أن يعلم الشعب من الشخص ذا السلطة، عن طريق رسم صورتهم ووضع تماثيل لهم حول المنطقة التابعة لهم، أي مملكتهم. وبالتالي، فإننا نرى هذا المفهوم لملك الله من خلال حاملي الصورة الإلهية منذ بداية الكتاب المقدس. ثم يستمر في قطع العهد. ففي الشرق الأدنى القديم، كانت الطريقة المتبعة ليدير الملوك بها شؤونهم هي عن طريق قطع معاهدات بعضها مع البعض، أي قطع هذه العهود. وهكذا نرى الله يتعامل مع إبراهيم كالملك الأعظم الذي يمنح الأرض لإبراهيم مستخدمًا نفس صيغة المعاهدة هذه، والتي كان الملوك يستخدمونها في الشرق الأدنى. ولكن، وبكل تأكيد، فإن ملكوت الله يأتي إلى اكتمال تعبيره في العهد القديم فعليًا في عهده مع بيت داود، ونرى أن الملك الذي يعكس طبيعة الله هو هذا الرجل الذي بحسب قلب الله. ولهذا، فإن مزمور 72 يعطينا مثالًا جيدًا جدًا لما يجب أن تكون عليه مملكة الله. وهكذا عندما يأتي أصحاب المقام الرفيع لزيارة أورشليم، ولزيارة سليمان، فإنهم يروا أن الضعيف يتم الدفاع عنه، وأنه يوجد بر، وتوجد عدالة، ورحمة، وأنه يوجد ازدهار اقتصادي، وأن الطريقة التي يجب على الملك أن يدير عمله من خلالها فيما يختص بعكس طبيعة الله هي الطريقة التي يستخدمها بيت داود في الملك.
الدكتور جريجوري ر. بيري هو أستاذ مشارك للعهد الجديد ومدير مبادرة خدمة المدينة في كلية كوفيننت للاهوت في مدينة سانت لويس، بولاية ميزوري.